لا تَتَجاهَلي الحَقائِقَ هَذِه المرَّةَ يا فَتاةُ. ثَمَّةَ حَقائِقُ مُعيَّنَةٌ، حَقائِقُ لا مَعقولَة بِقَدرِ ما يبدو موقِفُكِ هذا. إحدى هَذِه الحَقائِقِ أَنَّكِ قد تَكونين الشَّخصَ المسؤولَ الوَحيد َالمتبقِّيَ في هَذِه الكَومَةِ من الشُّذوذِ. لَدَيكِ ابْنٌ في الخامِسَةِ من عُمرِه عَليكِ حِمايَتُه، وزَوجُكِ -أَيًّا كان ما يَحدُثُ لَه، وأَيًّا كانَ مَدَى خَطَرِه- رُبَّما كان... رُبَّما كان مَسؤولًا مِنكِ أيضًا. وحتَّى إِنْ لَم يَكُن كَذَلِكَ، فَكِّري في هذا: اليَومُ هو الثَّاني مِن ديسمبر، قَدْ تَظلِّين عالِقَةً هُنا لأَربَعَةِ أَشهُرٍ أُخرى إِنْ لَمْ يَمُرَّ أَحَدُ الحُرَّاسِ، حَتَّى وإِنْ بَدؤوا يَتَساءَلون عَن سَبَبِ عَدَمِ الاتِّصالِ بالرَّاديو اللَّاسِلكيِّ، لَن يَأتِيَ أَحَدٌ اليومَ، ولا غَدًا... ورُبَّما لَيسَ قَبلَ أَسابيعَ. أَسَتَقضين...