"كانت آخِرها حكايَة عن امرأةٍ فاتِنَة مَسحورَة، أجمل من حوريَّات الجَنَّةِ، تَزَوَّجها "علي" لِلَيلَةٍ واحِدَةٍ فَشَفَته بِجَمالِها وَحَلَّت المربوطَ. أمَّا المقَرَّبين مِنه فَقَد ظَنُّوا أنَّ ما حَدَث هو مُبارَكَةٌ من الشَّيخ "إسماعيل الإمبابي" نَفسِه؛ فَهُو شَيخُه القَديمُ، بل ساقَهم ظَنُّهم إلى أَنَّ الشَّيخَ "إسماعيل" ذاتَه تجَسَّد في صورَةِ الشَّيخ "جعفر" ليُساعِدَ تابِعَه "علي" في ضائِقَتِه. أَمَّا ما فَعَلَه الشَّيخ "جعفر" بالحاج "علي" حَقًّا، وما حَدَث حقيقةً في هَذِه الرِّحلَة، كان وسَيَظلُّ سِرًّا لا يَعلَمُه إلَّا الله واثْنَتاهم". "لِتَتابُعِ الأَيَّامِ مَفعولُ السِّحرِ، فِعْلُ الزَّمَنِ فيها هادِئٌ وحَيِيٌّ، لا يُضاهِيه شَيءٌ في مَهارَةِ فِعلِه، نَدَبه اللهُ لِيُقيمَ في البَشَرِ صِفَةَ النِّسيانِ، أَوْجَدَها اللهُ فيهِم واشتَقَّ لَهُم مِنها اسم «الإنسان»، ثُمَّ جَعَلَ الزَّمَنَ عليها رَقيبًا، على ألَّا يَترُكَ البَشَرَ على حالِهِم أبَدًا، يُنسِيهم حالَهُم الَّذي كانَ، فَيُبدِلُهم حالًا غَيرَه، ثُمَّ يُنسيهِم إيَّاه مَرَّةً أُخرى، يُقَلِّبُ قُلوبَهم ويُغَيِّر هَواها".