ليس هناك شيءٌ صعبُ الفَهمِ مِثلَ صُعوبَةِ فَهْمِ نَفسيَّةِ الإنسان، فمَثَلًا: أنا لا أَعرِفُ هل سَيِّدُ المنزِلِ الآنَ غاضِبٌ أو مَسرور؟ هل يَقرَأُ كُتُبَ الفلاسِفَةِ لِيَعرِفَ طريقَ الوصولِ إلى الرَّاحَةِ النَّفسيَّة؟ لا أَستَطيعُ أَن أعرِفَ هَل لا يَعبَأُ بالدُّنيا أَمْ أنَّه يُريدُ أَن يَكونَ جُزءًا منها؟ هَل يَفقِدُ أَعصابَه بِسَبَبِ أَشياءَ تافِهَةٍ؟ هَل هو مُنعَزِلٌ في عالَمٍ آخرَ غيرِ عالَمِنا؟ نَحنُ القِطَطَ نَقومُ بِعَملِ كُلِّ شَيءٍ بوضوحٍ، سواءٌ كان المشيَ أو الوُقوفَ أو الجُلوسَ أو النَّومَ، حتَّى التَّبَوُّلَ أو التَّبرُّزَ؛ فَحياتُنا مُذَكَّراتٌ حَقيقيَّةٌ وواضِحَةٌ لِما نَفعَلُه، ولَسنا في حاجَةٍ إلى مُذكِّراتٍ تُخفي وُجوهَنا الحَقيقيَّةَ. إذا كان لَديَّ وقتُ فَراغٍ لِكتابَةِ مُذكِّراتٍ فأنا أُفَضِّلُ استِغلالَ ذَلِكَ الوَقتِ في النَّومِ في الشُّرفَة.