الأَمرُ ليسَ مُجرَّدَ استعادَةِ كَرامَتِنا ومكانَتِنا وسطَ شُعوبِ العالَمِ، ولَيسَ مُجرَّدَ ثَورَةٍ تَتعَرَّضُ فيها أَرواحُنا للهَلاكِ، ولَيسَ مُجرَّدَ الانتِقامِ مِمَّن أفْسَدوا حياتَنا على مَدَى ثلاثين عامًا... الأَمرُ ليس ذلك فحَسبُ. هذه الثَّورَةُ هي تَحَدٍّ لوُجودِنا كَأُمَّةٍ، لِقُدرَتِنا على أَنْ نَفعَلَ شَيئًا، هَذِه الثَّورَةُ هي الاختِبارُ الأَخيرُ لقُدرَتِنا على أن نَحلُمَ بِغَدٍ أَفضَلَ. وأَنْ نُواصِلَ الحَياةَ ونَحنُ مُقتَنِعون بِقُدرَتِنا على تَحويلِ الحُلمِ إلى حَقيقَةٍ. أنْ نَبني وَطَنًا يَكونُ لنا وليسَ علينا. إنْ نَجَحَت هَذِه الثَّورَةُ نَجَحَت حياتُنا معَها، وعَرَفنا أَنَّ كُلَّ شَيء مُمكِنٌ مع الأَمَلِ والعَمَلِ والصَّبر، وإِنْ خَسِرناها عَلِمنا أنَّه لا فائِدَةَ، وأنَّ هذا الوَطَنَ لَيس وَطَنَنا، بَل لَيسَ وَطنًا..