يتّفقان على التدوين. لعلّ هذا جُلّ ما ينجزه بحر وراوية. نصف عراقية في فرنسا، ونصف عراقي في بريطانيا مغرمان.المنشدة، التي يجوب صوتها العواصم، تفقد – للعمر – عادتها الشهرية. والمصوّر الفوتوغرافي يصبح مجرّد صوت على آلة التسجيل التي تتلقّى مكالماته الضائعة، إذ تتعمّد حبيبته ألا ترفع سمّاعة الهاتف. أغناء هو الصوت المسجّل لرجل يحترق؟يكتبان يومياتهما التي تفصلهما عن بعضهما البعض. لكن الكتابة تتجاوز، رغماً عنهما، شكوى الحب والوحدة والشهوة. على أوراقهما تحضر الديار كما هي في الذاكرة: أمّاً وجدّة، "ماعون فاصوليا يابسة" وليفة استحمام جلفة. وتحضر أيضاً عُقدُهما العادية.يفهم بحر أخيراً ذاك الملل الذي ينتابه... ملل الصياد.وتكتشف راوية ثلمة في حائط شقتها "الكشتبان"، فتقرّر اقتفاء كل صدع مخبأ، في الحمّام وخزانة الذات...عالية ممدوح كاتبة وروائية عراقية. ولدت عام 1944م في بغداد. فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية عن روايتها "المحبوبات". صدر لها عن دار الساقي: "غرام براغماتي".