كل الذين غادروها لم يعودوا إليها.البناية التي شهدت طقوس الولادات والأعراس والمآتم وعانت ويلات الحرب، انتهت مقفرة.مدام جاديجيان غادرتها خفيفةً مهفهفةً. مدام خيّاط اشتاقت لابنتها وللأولاد. بيت الكيلاني والعائلة الفرنسية لم يرجعوا إلى بيتهم منذ الانفجار... لم يبقَ سوى العمة وحدها.بناية ماتيلد أكثر من حكاية بناية... إنها حكاية وطن.حسن داوود روائي وكاتب لبناني. حاز جوائز عديدة، وترجمت رواياته إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية. من إصداراته عن دار الساقي: "بناية ماتيلد"، "لا طريق إلى الجنة" (جائزة نجيب محفوظ للأدب 2015)، أيام زائدة، "مئة وثمانون غروباً" (جائزة المتوسّط للكتاب 2009).