في غرفة مجاورة لغرفة القتيلة المجهولة، التي لم تنشر الصحف صورتها، والتي تخيلتها امرأة في مقتبل الستين غريبة الأطوار وذات شمائل طيبة، لكن الماضي الذي أثقل عليها، جعلها ذات ميول انتحارية. وهناك الكدر الشديد الذي كان ينتابني ما إن تبدأ دوامة أسراب العصافير. وبرغم ثقتي ببراءة هذه الكائنات الصغيرة فقد باتت هذه الحومة من الأناشيد والزقزقات، تخلو من انبعاث الصرخة البشرية التي افتقدتها، والتي كانت تنبض بحياة صاحبتها، وتنبئ بأمور ظلت غامضة بالنسبة إلي.محمود الريماوي كاتب وصحافي أردني. صدر له عن دار الساقي: "سحابة من عصافير".