في نثر شوقي بزيع حسية تدعو إلى مائدتها. تتجول لغته "بخفة الطائر ورشاقة الماء" كتابة حميمة حتى في الموضوعية، حنينية مشبوبة، ينبع إيقاعها من إيقاع الفكر. ورغم تدفقه الحار الزخار يرمي بدقة نقدية وتشخصية تصيب هدفها كنسر خطاف ولا يشطح وراء غنائياته، بل يجعل قارئه يقبض دوماً على مائدته قبضاً جسدياً. شوقي بزيع اليومي شخص ضاحك ساخر، في كتاباته تغيب على طريقه الماء حين يغور ليلتحق بالنبع، حيث تعود العناصر مضمومة بلا تفرقة، مجد في هذه الكف وعدم في الأخرى. شفاف الشعرين، يرقق البلاغة فتصبح اللغة المعروفة بحرف الضاد المخيف، لغة المتنة اللينة والشجن الأنيس، راقصة مجنحة يخفي اشراقها ألماً كما يخفي القمر ظلمة السماء وعندما ينظر في كتاب ينبش الخبر في ما يرى حتى لكأنه هو مصدره. نثرة نساء يستحممن وراء أشجار الذاكرة حاملات بجمالهن مفاتيح سجونهن، ضاحكات ممن يتلصص عليهن واهماً كما تضحك الآلهة من مؤمنيها.