يُشيرُ جلال أمين إلى أنَّ تَميُّزَ الطَّبَقةِ الوُسطَى -بِمُجَرَّدِ النَّظَرِ- أَصبَحَ أَصعَبَ مِمَّا كانَ، حتَّى في الخَمسينيَّاتِ والسِّتينيَّاتِ؛ إذْ انتَشَرَ الزِّيُّ الأُوروبيُّ وأَنواعٌ حَديثَةٌ مِن السِّلَعِ الاستِهلاكيَّةِ، كما ذَهَبَت شَرائِحُ اجتِماعِيَّةٌ جَديدَةٌ إلى المسارِحِ والشَّواطِئِ وأَماكِنِ التَّرفيهِ، مِمَّا لَم يَكُن لَها بِهِ عَهدٌ إِلَّا مُنذُ زادَت القُوَّةُ الشِّرائِيَّةُ في أيديهم مُنذُ وَقتٍ قريبٍ جدًّا، واستَجابَت المسارِحُ ووَسائِلُ التَّرفيهِ لأَذواقِهم. ولا نَجِدُ فَقَط ظاهِرَةَ التَّناقُضِ القِيَميِّ، بل أَيضًا نَجِدُ التَّناقُضَ بَينَ الأَقوالِ والأَفعالِ، أو بَينَ الرُّؤَى الفِكريَّةِ والمواقِفِ العَمَلِيَّةِ. ورُبَّما نَجِدُ تَفسيرًا لِهَذِه التَّناقُضاتِ في الموقِفِ الاجتِماعِيِّ المانِعِ لِهَذِه الطَّبَقَةِ،...