عندما نقرأ آيات السيدة مريم القرآنيّة، نكون بإزاء الرمز الكونيّ للحبّ الأموميّ، وشخصيّة تتمتع بحضور مسيحيّ - إسلاميّ، لالتئامِها بالثقافة العربيّة بوجهيها اللغويّ المقروء والمكتوب، وبنظرتِها إلى مكانة المرأة الدينيّة وأهليّتها. هنا تكمن أهمية هذا الكتاب وتحديداً في استقراء النصوص القرآنيّة في خطاب سورتَي مريم وآل عمران، وفق منحى تحليليّ نصيّ أدبيّ مع الاستعانة بالنظريّات النقديّة الأدبيّة. هذه النظريات تساعد على كشف الطبقات المتراكمة للشخصيّة المريميّة، الأمر الذي يعكس صورة فعّالة وتحرريّة لشخصيّة المرأة التي تحقّق وجودها من داخل اللغة وسلطة النص. تعرض المؤلّفة في دراستها السبّاقة آراء المفسّرين المسلمين في نبوّة مريم بين مثبتٍ ونافٍ؛ وتقرأ تمثّلات مريم وقصّة طفولتِها في القرآن على التناصّ مع تمثّلاتِها في الموروث المسيحيّ؛ وتبيّن اللقاء...