أهم ما يميز هذه الشهادات هي الصدق في التعبير عن لحظات الخوف والتردد كما الشجاعة والإقدام. وأنها كشفت عن نقاط الضعف والسلبيات التي أحاطت بأخطر حدث في تاريخنا الحديث وأدت إلي إفشاله وإلي مد النظام القديم بقبلة الحياة. بعض هذه النقاط- من قبيل افتقاد البعض للوعي بقيمة المال العام وردود الفعل التلقائية في مواجهة عنف السلطة وشراستها الذي تجلي في الميل إلي العنف والخروج علي السلمية- تم مواجهتها بحزم في حينها. لكن السلبية الأساسية المتمثلة في قيادة شاملة بلا صراعات داخلية وانشقاقات وتبادل للاتهامات ما زالت متفشية تنتظر العلاج. أنا واثق أن الانتظار لن يطول. فكما أكدت إحدى الشهادات: "ربما انكسرنا كثيرا.. لكننا لم نهزم بعد".