هذا الكتاب دراسة عن نشأة الانثروبولوجيا وتطوّرها منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، وهو يتناول الظروف الزمنية والقيم الحضارية التي تؤثر في نشأة العلوم وتقدمها وتتأثر بها.فلأن العلم هو القدرة على استخراج المبدأ العام من حيثيات الأحداث التاريخية أو الاجتماعية، تكمن عبقرية ابن خلدون هنا بالتحديد، أي في استخراجه نظماً عامة لقيام الدولة وانهيارها في المجتمع العربي ـ الإسلامي عن طريق دراسته الأحداث الزمنية الخاصة.فصول الكتاب مقتضبة لكن شاملة جميع فروع الأنثروبولوجيا ومذاهبها ابتداءً بنظريات التطور الحضاري وانتهاءً بالمنهج الإحصائي.هذه الصفحات يمكنها أن تكون مرجعاً في دراسة العلوم الأنثروبولوجية والسوسيولوجية، ميدانها المجتمعات العربية.فؤاد إسحق الخوري (1935 – 2003) كاتب ومفكّر لبناني. صدر له عن دار الساقي: "أيديولوجيا الجسد"، "لغة الجسد"، "السلطة لدى القبائل العربية"، "العسكر والحكم في البلاد العربية"، "الذهنية العربية: العنف سيّد الأحكام"، "مذاهب الأنثروبولوجيا وعبقرية ابن خلدون".