في العالم اليوم أكثر من مائتي مليون مهاجر، لو قُدِّر لهم أن يجتمعوا في دولة مستقلة لصارت خامس أكثر دولة في العالم سكاناً، ولو أضفنا إليهم أولئك الراحلين بشكل مؤقت فهذا يعني أن خمُس سكان كوكب الأرض قيد الرحيل بينما تقبع الأخماس الأربعة الأخرى في انتظار فرصتها.أفواجٌ غفيرة من البشر هم في حركة دائبة ورحيل مستمر، وهو شأنٌ خليقٌ بأن يترك آثاراً هائلة في كل بقعةٍ يرحلون منها ويفدون إليها. هذا ما يدفع الباحثين في شتى التخصصات إلى التركيز على ظاهرة الرحيل باعتبارها حدثاً شديد التأثير وبحاجةٍ ماسة إلى إجابات عميقة لأسئلة مثل: من يرحل؟ ولماذا؟ وكيف؟ وما أثر هذا الرحيل؟ هذا الكتاب يبحث في غريزة الرحيل لدى الإنسان، ويستعرض كل ما توصّل إليه الباحثون في أسباب الرحيل في عصرنا الحديث، ويناقش عواملها حسب التطور النظريّ والدليل التجريبي، ساعياً لأن يكون مرجعاً...