فسّر المثقف البريطاني الكبير إرنست غلنر نموذج المجتمعات الإسلامية تفسيراً جامعاً، فرأى، بالاستفادة من الخلدونية، بعد تحديثها، أنها قابلة للتحليل بلغة سوسيولوجية مشتركة: سوسيولوجيا ديالكتيك المدينة والقبيلة، حيث لكل منهما شكله الخاص من الدين، فيما تعود الهيمنة المدينية الى علماء يقودون جماعة ذات مصالح مشركة، ترتكز على النص والقانون الإلهي. في هذا الاصطفاف يكون الحاكم السياسي مكشوفاً على الدوام لتهديد مزدوج: من القبائل الواقفة على الأبواب، ومن المجتمع المديني الذي لا يعترف أبداً اعترافاً كاملاً بشرعية الحكم. وفي المقابل تذهب هذه المناقشة النقدية لغلنر الى أن من الخطأ الاعتقاد بأن مفاهيم ومقولات كـ"العلماء"، ثوابت سوسيولوجية أو سياسية. فالسياقات السياسية الاجتماعية، بحسب سامي زبيدة، تنيط بها معانيَ وأدواراً مختلفة. أما الإسلاموية الحديثة فأيديولوجيا...