عايش المتنبي سقوط بغداد واحتلالها في أيدي القرامطة، وعاصر مرحلة الصراع العربي ـ الرومي، والعربي ـ العربي، وشهد كثيراً من الأحداث والنكسات التي عصفت بالعالم العربي وأثّرت فيه.هذا الكتاب حوار بين التويجري والمتنبي، لا يناجي فيه الكاتب الماضي فحسب، بل يرى الحاضر ويستشرف المستقبل من خلال التصاقه بالماضي، وينطلق في أغوار النفس البشرية وأحاسيسها وانفعالاتها من خلال توغله في نفس المتنبي وشعره، ويمجّد كل معنى إنساني نبيل وراقٍ يفتقده عصرنا اللاهث وراء المادة والتائه في أحضان العولمة المتوحشة.والتويجري، إذ ينهل من شعر المتنبي ويروم حواراً متخيّلاً معه، فهو يشكل "همزة وصل" بين ماضي الحضارة العربية وحاضرها، ويسلّط ضوء المكاشفة والمساءلة على ما يشهده واقعنا العربي المعاصر من قطيعة بين السلطة والناس، وينبّه إلى ما قد يتهدد مصير العرب بالكامل إن لم نتّعظ من عبر الماضي، والمتنبي أحد "أعمدة" حكمتها.عبد العزيز التويجري كاتب سعودي. من إصداراته عن دار الساقي: "الإنسان رسالة وقارئ"، "رسائل وما حكته في بيتي"، "عند الصباح حمد القوم السرى".